تتمتع دولة الإمارات العربية المتحدة بتاريخ حافل بالمشاركة في معارض اكسبو. وترجع أصولها إلى الأسواق المحلية حيث يتجمع الناس من شتى المناطق والأقاليم ليتاجروا بالبضائع. ومن الأمثلة القديمة منطقة جالفار ودبه في الإمارات حيث تحكي القصص بأن التجار كانوا يتوافدون للزيارة من الصين. وبالإضافة إلى النشاط التجاري الذي جرت أحداثه في تلك الأسواق، فلقد عمل أيضاً على تشجيع التفاهم المتبادل والصداقة بين شعوب البلدان والحضارات المختلفة.
إن اقتباس فكرة هذه المعارض المحلية التي حظيت بنجاح كبير لترويج التبادل الثقافي ومشاركة الإبداع تكمن وراء أول معرض عالمي تم تنظيمه عام 1851 في لندن في مبنى عملاق لمنشأ تم بنائه خصيصاً من الحديد والزجاج باسم "كريستال بالاس". وتنطوي ذكريات معرض اكسبو لندن 1851 بصورة أكثر في معمارته غير العادية التي تجلت في صورة هذا البناء الجديد من نوعه حيث خطف الأنظار على نحو يفوق الاهتمام بالمعرض ذاته.
لقد كان تقليداً وُضع ليستمر، فعلى سبيل المثال أعلى منشأ في العالم (في ذلك الوقت) يتم تشييده لإحياء ذكرى معرض باريس 1889:
يظل برج إيفل الشهير من المعالم الإيكونية البارزة في العاصمة الفرنسية."
نجاح المعارض العالمية - قامت باريس بمفردها بتنظيم ستة معارض شهيرة لاقت شعبية رائعة في الأعوام 1855، 1867، 1878، 1889، 1900 و 1937 - مما أدى إلى قيام مدن أخرى بأنحاء العالم بالسير إثر خطاهم. ولكل معرض خصائصه المعينة ولكنها اشتركت كلها في شيء واحد مشترك: فلقد كانت الأهداف الرئيسية الجوهرية هي تبادل الثقافة والإبداع ورفع مستويات المعيشة.
نشأت معاهدة باريس لعام 1928 التي وقعتها وفود من 31 دولة بهدف إنشاء منظمة عالمية ذات مجموعة واحدة من المبادئ الإرشادية التي تُقدم إطار العمل النظامي لكافة المعارض العالمية والدولية. ولازالت تقوم بهذه المهمة اليوم، تحت إرشاد المكتب الدولي للمعارض BIE.
تقام المعارض العالمية تحت راية مكتب المعارض الدولية BIE كل خمس سنوات ويدوم لمدة ستة أشهر. ومن ضمن المشتركين البلدان والمنظمات الدولية وجماعات المجتمع المدني والمؤسسات والمواطنين. وإن حجم موقع المعرض غير محدود ويجوز للمشاركين بناء سرادقاتهم الخاصة.
تُقام المعارض الدولية تحت رعاية مكتب المعارض الدولية BIE أيضاً للفترة الفاصلة بين المعارض العالمية وتدوم لمدة ثلاثة أشهر. ويتشابه المشتركون في هذه المعارض مع المشتركين في المعارض العالمية ولكن في هذه الحالة يقوم المنظمون بتوفير السرادقات ويقوم المشتركون بتجهيزها وتطويعها بطابعهم. وفي كلتا الحالتين يجب أن يكون للمعرض شعار تنظيمي ليعكس الاهتمامات والمخاوف العالمية.
وضعت دولة الإمارات العربية المتحدة بصمة قوية في كل معرض اشتركت فيه. وقد كان من ضمنها أول عشرة سرادقات في معرض اكسبو 2000 في هانوفر، حيث تم منح الميدالية الذهبية في معرض اكسبو زراجوزا 2008، وفازت بتصويت شعبي بين الجمهور العام في شنغهاي (وجاءت في مرتبته الأولى في دراسة اكاديمية قام بها جهاز العاملين من جامعةو كاليفورنيا بلوس انجلوس UCLA الذين نظروا إلى معايير الدبلوماسية العامة)؛ كما تسلمت دولة الإمارات ميدالية فضية في يوسو. كما فاز الفيلم الرئيسي الذي تم عرضه في يوسو بثلاث ميدليات ذهبية في مهرجانات الفيلم الدولي.
حظيت دولة الإمارات العربية المتحدة بمديح وإطراء واسع النطاق بفضل الكيفية التي تناولت بها شعارات المعارض التي كان لها تأثيرها في إثارة الاهتمام وتسلية زوار المعارض. وإن عرضها الناجح في استضافة معرض اكسبو دبي 2020 لهو شهادة واضحة لتثبت جودة عرضها، وحملتها المهنية للتقدير والاحترام الذي حظيت به الدولة من الدول الأعضاء في مكتب المعارض الدولية BIE ، وذلك بناءاً على أداء الإمارات في المعارض السابقة.
إننا نتطلع قدماً إلى مشاركة رائعة باشتراكنا في معرض اكسبو ميلانو 2015 حيث يتجلى الشعار "تغذية الكوكب، والطاقة لأجل الحياة وكذلك في استضافة معرض اكسبو دبي 2020 ("تواصل العقول، وتحقيق مستقبل باهر"). وبينهما سوف يكون هناك معرض دولي في استانا ، بكازخستان عام 2017 حيث سيكون التركيز على الشعار "طاقة المستقبل".